الاستثمار والخصخصة- مستقبل واعد للأندية الرياضية السعودية

في سياق فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الاستثمار الرياضي المُقام حاليًا في العاصمة الرياض، انعقدت جلسة حوارية ثرية بعنوان "تنوع الاستثمار وتخصيص الأصول في صناعة الرياضة"، سلطت الضوء بشكل مُعمق على التأثيرات الجوهرية للاستثمار وعمليات التخصيص على مسيرة الأندية الرياضية في أرجاء المملكة العربية السعودية.

شهدت الجلسة مشاركة نخبة من القادة والخبراء في المجال الرياضي، من بينهم الخبير خالد السويدان، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي الموقر للسيارات والدراجات النارية، وبدر الجريسي، مدير عام الإدارة العامة للاستثمار المُكلف بوزارة الرياضة، بالإضافة إلى طارق خليفة، نائب الرئيس التنفيذي المعهود بنادي العُلا، حيث أكدوا بالإجماع على الأهمية البالغة لعملية الخصخصة ودورها المحوري في تحقيق الاستدامة المنشودة لكافة الأنشطة الرياضية المتنوعة، مشيرين إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في هذا المضمار خلال الأعوام القليلة الماضية.

وفي سياق حديثه، أوضح الجريسي القيمة العالية للأصول التي تملكها وزارة الرياضة، وعلى رأسها العقارات الثمينة للأندية والملاعب المتطورة، مؤكدًا أن الخصخصة تمثل بوابة واسعة تفتح آفاقًا رحبة أمام القطاع الخاص، سواء من خلال التملك الكامل أو عبر الدخول في شراكات مُثمرة ضمن نماذج متنوعة ومبتكرة.

كما شدد الجريسي على جاهزية 170 ناديًا رياضيًا لعملية الخصخصة، مع الإعلان المرتقب عن دفعات جديدة من الأندية التي سيتم تخصيصها قريبًا، موضحًا أن "أي نادٍ ينخرط في مسار الخصخصة سيساهم بلا شك في إحداث نقلة نوعية وتطوير شامل للدوري، ومن أبرز الآثار الإيجابية للخصخصة تعزيز التنافسية الشريفة والاستدامة المالية للأندية، وهو ما سينعكس بصورة إيجابية على جودة الدوري وقدرته على الوصول إلى مصاف أفضل 10 أو حتى 5 دوريات على مستوى العالم".

وأضاف الجريسي قائلاً: "إن برامج الدعم الموجهة لكرة القدم تسهم بشكل فعال في توطيد علاقاتنا مع المستثمرين الطموحين، سواء كانوا محليين أو عالميين، مع التركيز بصورة أساسية على الاستدامة والجوانب الفنية المبتكرة، بدلاً من الاقتصار على العروض المالية البحتة لشراء الأندية، وسيتم قريبًا الإعلان عن الدفعة الثالثة من الأندية التي تم نقلها بنجاح إلى القطاع الخاص، وذلك في إطار برنامج خصخصة الأندية الطموح".

من جانبه، استعرض السويدان الإنجازات الرياضية المتميزة التي حققها الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية خلال الأعوام الخمسة الماضية، والتي تشمل استضافة فعاليات عالمية مرموقة مثل سباق فورمولا 1، وسباق فورمولا إي، ورالي داكار الشهير، بالإضافة إلى أكثر من 8 فعاليات رئيسية أخرى ذات أهمية بالغة، وهو ما يعكس زيادة ملحوظة في الفرص الاستثمارية المتاحة، ويجعل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا جاذبًا لمقار الشركات الكبرى.

وفي إطار استعراض تجربة نادي العُلا الناجحة، أشار خليفة إلى الزيادة الملموسة في القيمة المضافة للنادي بعد تخصيصه، حيث ازداد الاهتمام الإعلامي به بشكل كبير، وأصبح اليوم مؤهلاً بجدارة لدوري الدرجة الأولى، كما تم تفعيل رياضات مختلفة ومتنوعة بمشاركة واسعة تجاوزت 1000 لاعب في مختلف أقسام النادي.